صفحة رقم ٤٢٢
واختلفوا في التسويم على قولين :
أحدهما : أنه كان بالصوف في نواصي الخيل وآذانها، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، والضحاك.
الثاني : أن الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بلق وعليهم عمائم صفر، وهو قول هشام بن عروة.
واختلفواْ في عددهم فقال الحسن : كانواْ خمسة آلاف، وقال غيره كانواْ ثمانية آلاف.
قال ابن عباس لم يقاتل الملائكة إلا يوم بدر.
) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَروا ( فيه قولان :
أحدهما : أنه كان يوم بدر بقتل صناديدهم وقادتهم إلى الكفر، وهذا قول الحسن وقتادة.
والثاني : أنه كان يوم أحد، كان الذي قتل منهم ثمانية عشر رجلاً، وهذا قول السدي.
) لِيَقْطَعَ طَرَفاً ( ولم يقل وسطاً لأن الطرف أقرب للمؤمنين من الوسط، فاختص القطع بما هو إليهم أقرب كما قال تعالى :) الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ ( " [ التوبة : ١٢٣ ] ) أَوْ يَكْبِتَهُم فَيَنقَلِبُوا خَآئِبِينَ (، وفي ) يَكْبِتَهُم ( قولان :
أحدهما : يحزنهم، وهو قول قتادة، والربيع.
والثاني : الكبت : الصرع على الوجه، وهو قول الخليل.
والفرق بين الخائب والآيس أن الخيبة لا تكون إلا بعد أمل، واليأس قد يكون قبل أمل.
) لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ليس لك من الأمر شيء في عقابهم واستصلاحهم، وإنما ذلك إلى الله تعالى في أن يتوب عليهم أو يعذبهم.
والثاني : ليس لك من الأمر شيء فيما تريده وتفعله في أصحابك وفيهم،


الصفحة التالية
Icon