صفحة رقم ٤٣
وفي موضعها وجهان :
أحدهما أنها خبر يخبر به المرء عن نفسه، بأنه مستعيذ بالله.
والثاني : أنها في معنى الدعاء، وإن كانت بلفظ الخبر، كأنه يقول : أعذني
يا سميع، يا عليم من الشيطان الرجيم، يعنى أنه سميع الدعاء، عليم بالإجابة.
وفي قوله :" من الشيطان " وجهان :
أحدهما : من وسوسته.
والثاني : من أعوانه.
وفي " الرجيم " وجهان :
أحدهما : يعني الراجم، لأنه يرجمُ بالدواهي والبلايا.
والثاني : أنه بمعنى المرجوم، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه مرجوم بالنجوم.
والثاني : أنه المرجوم بمعنى المشئوم.
وفيه وجه ثالث : أن المرجوم الملعون والملعون المطرود.
وقوله :" من نفخه ونفثه وهمزه " يعني بالنفخ : الكبر، وبالنفث : السحر،
وبالهمز : الجنون، والله أعلم.