صفحة رقم ٤٨٢
والتأويل الثاني : أنه الظن، كما قال الشاعر.
أتاني عن نصر كلام يقوله
وما خفت يا سلامُ أنك عائبي
وهو أن يستر على نشوزها بما تبديه من سوء فعلها.
والنشوز : هو معصية الزوج والامتناع من طاعته بغضاً وكراهة - وأصل النشوز : الارتفاع، ومنه قيل للمكان المرتفع من الأرض نُشز، فسميت الممتنعة عن زوجها ناشزاً لبعدها منه وارتفاعها عنه.
) فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ( أما وعظها فهو أن يأمرها بتقوى الله وطاعته، ويخوفها استحقاق الوعيد في معصيته وما أباحه الله تعالى من ضربها عند مخالفته، وفي المراد بقوله :) وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ( خمسة أقاويل :
أحدها : ألا يجامعها، وهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير.
والثاني : أن لا يكلمها ويوليها ظهره في المضجع، وهو قول الضحاك، والسدي. والثالث : أن يهجر فراشها ومضاجعتها وهو قول الضحاك، والسدي.
والرابع : يعني وقولوا لهن في المضاجع هُجراً، وهو الإغلاظ في القول، وهذا قول عكرمة، والحسن.
والخامس : هو أن يربطها بالهجار وهو حبل يربط به البعير ليقرها على الجماع، وهو قول أبي جعفر الطبري. واستدل براوية ابن المبارك عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال :