صفحة رقم ٧٤
أحدها : شك، وبه قال ابن عباس.
والثاني : نفاق، وهو قول مقاتل، ومنه قول الشاعر :
أُجَامِلُ أَقْوَاماً حَيَاءً وَقَدْ أَرَى
صُدُورَهُمُ تَغْلِي عَلَيَّ مِراضُها
والثالث : أن المرض الغمُّ بظهور أمر النبي ( ﷺ ) على أعدائه، وأصل المرض الضعف، يقال : مرَّض في القول إذا ضعَّفه.
) فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً ( فيه تأويلان :
أحدهما : أنه دعاء عليهم بذلك.
والثاني : أنه إخبار من الله تعالى عن زيادة مرضهم عند نزول الفرائض، والحدود. ) وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( يعني مؤلم.
( البقرة :( ١١ - ١٢ ) وإذا قيل لهم.....
" وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " ( قوله تعالى :) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا في الأَرضِ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أنه الكفر.
والثاني : فعل ما نهى الله عنه، وتضييع ما أمر بحفظه.
والثالث : أنه ممالأة الكفار.
وكل هذه الثلاثة، فساد في الأرض، لأن الفساد العدول عن الاستقامة إلى ضدها.
واختلف فِيمَنْ أُريدَ بهذا القول على وجهين :
أحدهما : أنها نزلت في قوم لهم يكونوا موجودين في ذلك الوقت، وإنما يجيئون بعد، وهو قول سليمان.
والثاني : أنها نزلت في المنافقين، الذين كانوا موجودين، وهو قول ابن عباس ومجاهد.