صفحة رقم ٧٦
وإذا كان خفيف النسيج، فسمَّي خفةُ الحلم سفهاً، قال السَمَوْأَلُ :
نَخَافُ أَنْ تَسْفَهَ أَحْلاَمُنَا
فَنَخْمُلَ الدَّهْرَ مَعَ الْخَامِلِ
( البقرة :( ١٤ - ١٥ ) وإذا لقوا الذين.....
" وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " ( قوله تعالى :) وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ ( في شياطينهم قولان :
أحدهما : أنهم اليهود، الذين يأمرونهم بالتكذيب، وهو قول ابن عباس.
والثاني : رؤوسهم في الكفر، وهذا قول ابن مسعود.
وفي قوله :) إلى شَيَاطِينِهِمْ ( ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه مع شياطينهم، فجعل ( إلى ) موضع ( مع )، كما قال تعالى :) مَنْ أَنْصَارِي إلى اللهِ ( " [ آل عمران : ٥٢ ] أي مع الله.
والثاني : وهو قول بعض البصريين : أنه يقال خلوت إلى فلان، إذا جعلته غايتك في حاجتك، وخلوت به يحتمل معنيين :
أحدهما : هذا.
والآخر : السخرية والاستهزاء منه فعلى هذا يكون قوله :) وَإِذَا خَلَوْا إلى شَيَاطِينِهِمْ ( أفصح، وهو على حقيقته مستعمل.
والثالث : وهو قول بعض الكوفيين : أن معناه إذا انصرفوا إلى شياطينهم فيكون قوله :) إلى ( مستعملاً في موضع لا يصح الكلام إلا به.
فأما الشيطان ففي اشتقاقه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه فيعال من شطن، أي بَعُدَ، ومنه قولهم : نوى شطون ( ١٠٨ ) أي