صفحة رقم ٩٠
أحدها : أن الذي أمر الله تعالى به أن يوصل، هو رسوله، فقطعوه بالتكذيب والعصيان، وهو قول الحسن البصري.
والثاني : أنَّه الرحمُ والقرابةُ، وهو قول قتادة.
والثالث : أنه على العموم في كل ما أمر الله تعالى به أن يوصل.
قوله عز وجلَّ :) وَيُفْسِدُونَ في الأَرْضِ ( وفي إفسادهم في الأرض قولان :
أحدهما : هو استدعاؤهم إلى الكفر.
والثاني : أنه إخافتهم السُّبُلَ وقطعهم الطريق.
وفي قوله :) أُولئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( قولان :
أحدهما : أن الخسران هو النقصان، ومنه قول جرير :
إِنَّ سليطاً في الْخَسَارِ إِنَّهُ
أَوْلاَدُ قَوْمٍ حلفوا افنه
يعني بالخَسَار، ما ينقُصُ حظوظهم وشرفهم.
والثاني : أن الخسران ها هنا الهلاك، ومعناه : أولئك هم الهالكون.
ومنهم من قال : كل ما نسبه الله تعالى من الخسران إلى غير المسلمين فإنما يعني الكفر، وما نسبه إلى المسلمين، فإنما يعني به الذنب.
( البقرة :( ٢٨ ) كيف تكفرون بالله.....
" كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " ( قوله عز وجل :) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ (.
في قوله :) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ ( قولان :
أحدهما : أنه خارج مخرج التوبيخ.
والثاني : أنه خارج مخرج التعجب، وتقديره : اعجبوا لهم، كيف يكفرون