صفحة رقم ١٠٤
الأَوَّلِينَ ( فيما كانوا يجادلون به النبي ( ﷺ ) قولان : أحدهما : أنهم كانوا يجادلونه بما ذكره الله تعالى من قوله عنهم :) إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (، قال الحسن.
والثاني : هو قولهم : تأكلون ما قتلتم ولا تاكلون ما قتل ربكم، قاله ابن عباس.
ومعنى ) أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( أي أحاديث الأولين التي كانوا يسطرونها في كتبهم، وقيل : إن جادلهم بهذا النضر بن الحارث.
قوله عز وجل :) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأوْنَ عَنْهُ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يَنْهَون عن اتباع محمد ( ﷺ )، ويتباعدون عنه فراراً منه، قاله محمد ابن الحنفية، والحسن، والسدي.
والثاني : يَنْهَون عن القرآن أن يُعْمَل بما فيه، ويتباعدون من سماعه كيلا يسبق إلى قلوبهم العلم بصحته، قاله مجاهد، وقتادة.
والثالث : ينهون عن أذى محمد ( ﷺ )، ويتباعدون عن اتباعه، قال ابن عباس : نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين عن أذى محمد ( ﷺ )، ويتباعد عما جاء به، فلا يؤمن به مع وضوح صدقه في نفسه.
واستشهد مقاتل بما دل على ذلك عن شعر أبي طالب بقوله :
ودعوتني وزَعَمْتَ أنَّكَ ناصِحِي
فلقَدْ صَدَقْت وكُنْتَ ثَمَّ أميناً
وعرضتَ ديناً قد علِمْتُ بأنه
من خيْرِ أَدْيانِ البَرِيةِ دِيناً


الصفحة التالية
Icon