صفحة رقم ١٠٩
أحدها : مصعداً، قاله السدي.
والثاني : دَرَجاً، قاله قتادة.
والثالث : سبباً، قاله الكلبي وقد تضمن ذلك قول كعب بن زهير.
ولا لَكُمَا مَنْجىً عَلَى الأرْضِ فَابْغِيَا
به نَفَقاً أوْ في السَّمَوَات سُلَّماً
) فَتَأْتِيَهُم بئَايَةٍ ( يعني أفضل من آيتك ولن تستطيع ذلك، لم يؤمنوا لك، فلا يحزنك تكذيبهم وكفرهم، قال الفراء : وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : فتأتيهم بآية فافعل.
) وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ( يعني بالإلجاء والاضطرار.
قال ابن عباس : كل موضع قال الله فيه ) ولو شاءَ اللهُ ( فإنه لم يشأ.
) فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الجَاهِلِينَ ( يعني تجزع في مواطن الصبر، فتصير بالأسف والتحسر مقارباً لأحوال الجاهلين.
قوله عز وجل :) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ( الاستجابة هي القبول، والفرق بينها وبين الجواب : أن الجواب قد يكون قبولاً وغير قبول.
وقوله :) الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ( فيه تأويلان :
أحدهما : يعني الذين يعقلون، قاله الكلبي.
والثاني : الذين يسمعون طلباً للحق، لأن الاستجابة قد تكون من الذين يسمعون طلباً للحق، فأما من لا يسمع، أو يسمع لكن لا بقصد طلب الحق، فلا يكون منه استجابة.
) وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ( فيه قولان :
أحدهما : أن المراد بالموتى هنا الكفار، قاله الحسن، وقتادة ومجاهد.