صفحة رقم ١٢٣
وهوَ الدَّافِعُ عن ذي كُرْبَةٍ
أيْدِي القَوْمِ إذا الْجَانِي اجْتَرَحْ
) ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ( يعني في النهار باليقظة، وتصرف الروح بعد قبضها بالنوم.
) لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمّىً ( يعني استكمال العمر وانقضاء الأجل بالموت.
) ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ( يعني بالبعث والنشور في القيامة.
) ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( في الدنيا من خير وشر.
قوله عز وجل :) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه أعلى قهراً، فلذلك قال :) فَوْقَ عِبَادِهِ (.
والثاني : أن الأقدر إذا استحق صفة المبالغة عبَّر عنه بمثل هذه العبارة، فقيل : هو فوقه في القدرة أي أقدر، وفوقه في العلم أي أعلم.
) وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه جوارحهم التي تشهد عليهم بما كانوا يعملون.
والثاني : الملائكة. ويحتمل ) حَفَظَةً ( وجهين :
أحدهما : حفظ النفوس من الآفات.
والثاني : حفظ الأعمال من خير وشر، ليكون العلم بإتيانها أزجر عن الشر، وأبعث على الخير.
) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ( يعني أسباب الموت، بانقضاء الأجل.
فإن قيل : المتولِّي لقبض الروح مَلَك الموت، وقد بين ذلك بقوله تعالى :) قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُم ( " [ السجدة : ١١ ] فكيف قال :) تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ( والرسل جمع.


الصفحة التالية
Icon