صفحة رقم ١٢٧
المعاني ) عَذَاباً مِن فَوقِكُمْ ( معاصي السمع والبصر واللسان ) أَوْمِن تَحْتِ أَرْجلِكُمْ ( المشي إلى المعاصي حتى يواقعوها، وما بينهما يأخذ بالأقرب منهما ) أَوَيَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ( يرفع من بينكم الأُلفة.
) وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ( تكفير أهل الأهوال بعضهم بعضاً، وقول الجمهور :) وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ( يعني بالحروب والقتل حتى يفني بعضهم بعضاً، لأنه لم يجعل الظفر لبعضهم فيبقى.
) انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : نفصل آيات العذاب وأنواع الانتقام.
والثاني : نصرف كل نوع من الآيات إلى قوم ولا يعجزنا أن نجمعها على قوم.
) لَعَلَّهُم يَفْقَهُونَ ( أي يتعظون فينزجرون.
واختلف أهل التأويل في نزول هذه الآية على قولين :
أحدهما : أنها في أهل الصلاة، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، وأن نزولها شق على النبي ( ﷺ )، [ فقام ] فصلى صلاة الضحى وأطالها فقيل له : ما أطلت صلاة كاليوم، فقال :( إِنَّهَا صَلاَةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، إنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُجِيرَنِي مِنْ أَرْبعٍ فَأَجَارَنِي مِنْ خَصْلَتِينِ وَلَمْ يُجِرْنِي مِنْ خَصْلَتَينِ : سَأَلْتُهُ أَلاَّ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِعَذَابٍ مِنْ فَوقِهِم كَمَا فَعَلَ بِقَومِ نُوْحٍ، وَبِقَومِ لُوطٍ فَأَجَارَنِي، وَسَأَلْتُهُ أَلاَّ يَهْلِكَ أُمَّتِي بعذَاب مِنْ تَحْتِ أَرْجلِهِم كَمَا فَعَلَ بِقَارُونَ فَأَجَارنِي، وَسَأَلْتُهُ أََلاَّ يُفَرِّقَهُمْ شِيَعاً فَلَمْ يُجِرْنِي، وَسَأَلْتُهُ أَلاَّ يُذِيقَ بَعْضَهُم بَأْسَ بَعْضٍ فَلَمْ يُجِرْنِي ) وَنَزَلَ عَلَيهِ قَولُه تعالى :) الم أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ( " [ العنكبوت : ٢٢١ ]


الصفحة التالية
Icon