صفحة رقم ١٣
والثاني : أنه زمان النبي ( ﷺ ) كله إلى أنْ نَزَل ذلك عليه يوم عرفة، وهذا قول الحسن.
وفي إكمال الدين قولان :
أحدهما : يعني أكملت فرائضي وحدودي وحلالي وحرامي، ولم ينزل على النبي ( ﷺ ) من الفرائض من تحليل ولا تحريم، وهذا قول ابن عباس والسدي.
والثاني : يعني اليوم أكملت لكم حجتكم، أن تحجوا البيت الحرام، ولا يحج معكم مشرك، وهذا قول قتادة، وسعيد ابن جبير.
) وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ( بإكمال دينكم.
) وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ( أي رضيت لكم الاستسلام لأمري ديناً، اي طاعة.
روى قبيصة قال : قال كعب لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية، لعظموا اليوم، الذى أُنْزِلت فيه عليهم، فاتخذوه عيداً يجتمعون فيه، فقال عمر : قد علمت اليوم الذى أُنزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما - بحمد الله - لنا عيد.
) فَمَنِ آضْطُرَّ ( أي أصابه ضر الجوع.
) فِي مَخْمَصَةٍ ( أي في مجاعة، وهي مَفْعَلة مثل مجهلة ومبخلة ومجبنة ومخزية من خمص البطن، وهو اصطباره من الجوع، قال الأعشى :
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم
وجاراتكم غرقى يبتن خماصا
) غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثمٍ ( فيه قولان :
أحدهما : غير متعمد لإِثم، وهذا قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد.
والثاني : غير مائل إلى إثم، وأصله من جنف القوم إذا مالوا، وكل أعوج عند العرب أجنف.
وقد روى الأوزاعي عن حسان عن عطية عن أبي واقد الليثي قال : قلنا


الصفحة التالية
Icon