صفحة رقم ١٣٠
شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون " ( قوله عز وجل :) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً ( فيهم قولان :
أحدهما : أنهم الكفار الذين يستهزئون بآيات الله إذا سمعوها، قاله علي بن عيسى.
والثاني : أنه ليس قوم لهم عيد يلهون فيه إلا أمة محمد ( ﷺ )، فإن أعيادهم صلاة وتكبير وبر وخير، قاله الفراء.
) وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ( يحتمل وجهين :
أحدهما : معناه وغرتهم الحياة الدنيا بالسلامة فيها، ونيل المطلوب منها.
والثاني : معناه وغرتهم الدنيا بالحياة والسلامة منها، فيكون الغرور على الوجه الأول بالحياة، وعلى الثاني بالدنيا.
) وَذَكَّرَ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ ( قيل معناه أن لا تبسل كما قال تعالى :) يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ( " [ النساء : ١٧٦ ] بمعنى أن لا تضلوا.
وفي قوله :) أَن تُبْسَلَ ( ستة أوجه :
أحدها : أن تسلم، قاله الحسن، وعكرمة، ومجاهد، والسدي.
والثاني : أن تُحْبَس، قاله قتادة.
والثالث : أن تُفْضح، قاله ابن عباس.
والرابع : أن تُؤْخَذ بما كسبت، قاله ابن زيد.
والخامس : أن تُجْزَى، قاله الكلبي.
والسادس : أن تُرْتَهن، قاله الفراء، من قولهم أسد باسل لأن فريسته مُرْتَهَنَة معه لا تَفْلِت منه، ومنه قول عوف بن الأحوص الكلابي :