صفحة رقم ١٣٩
واختلفوا فيمن كانت هذه الآية جواباً منه على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه جواب من الله تعالى فصل به بين إبراهيم ومن حَاجّه من قومه، قاله ابن زيد، وابن إسحاق.
والثاني : أنه جواب قومه لما سألهم ) أَيُّ الْفَرِيقَينِ أَحَقُّ بِالأمْنِ ( ؟ فأجاوبا بما فيه الحجة عليهم، قاله ابن جريج.
والثالث : أنه جواب إبراهيم كما يسأل العالم نفسصه فيجيبها، حكاه الزجاج.
قوله تعالى :) وَتَلْكَ جُجَّتُنآ ءَاتَينَاهآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ( وفي هذه الحجة التي أوتيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : قوله لهم :) أَتَعُْبدُونَ مِنْ دِونِ اللَّهِ مَا لاَ يمْلِكُ لَكُم ضَراً وَلاَ نَفْعاً ( أم تعبدون من يملك الضر والنفع ؟ فقالوا : مالك الضر والنفع أحق.
والثاني : أنه لما قال :) فَأَيُّ الْفَرِيقَينِ أَحَقُّ بِالأمْنِ ( عبادة إله واحد أم آلهة شتى ؟ فقالوا : عبادة إله واحد فأقروا على أنفسهم.
والثالث : أنهم لما قالوا لإِبراهيم ألا تخاف أن تخبلك آلهتنا ؟ فقال : أما تخافون أن تخبلكم آلهتكم بجمعكم للصغير مع الكبير في العبادة.
واختلفوا في سبب ظهور الحجَّة لإبراهيم على قولين :
أحدهما : أن الله تعالى أخطرها بباله حتى استخرجها بفكره.
والثاني : أنه أمره بها ولقنه إياها.
) نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَشَاءُ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : عند الله بالوصول لمعرفته.
والثاني : على الخلق بالاصطفاء لرسالته.
والثالث : بالسخاء.
والرابع : بحسن الخلق.
وفيه تقديم وتأخير، وتقديره : نرفع من نشاء درجات.
( الأنعام :( ٨٤ - ٩٠ ) ووهبنا له إسحاق.....
" ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن