صفحة رقم ١٤٢
ثم قال :) نُوراً وَهُدىً لِّلنَّاسِ ( لأن المنزل من السماء لا يكون إلا نوراً وهدىً.
ثم قال :) تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً ( يعني أنهم يخفون ما في كتابهم من بنوة محمد ( ﷺ )، وصفته وصحة رسالته.
قوله عز وجل :) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلَنَاهُ مُبَارَكٌ ( يعني القرآن، وفي ) مُبارَكٌ ( ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه العظيم البركة لما فيه من الاستشهاد به.
والثاني : لما فيه من زيادة البيان لأن البركة هي الزيادة.
والثالث : أن المبارك الثابت.
) مُّصَدِقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ( فيه قولان :
أحدهما : الكتب التي قبله من التوراة، والإِنجيل، وغيرهما، قاله الحسن البصري.
والثاني : النشأة الثانية، قاله علي بن عيسى.
) وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى ( يعني أهل أم القرى، فحذف ذكر الأهل إيجازاً كما قال :) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ( " [ يوسف : ٨٢ ].
و ) أُمَّ الْقُرَى ( مكة وفي تسميتها بذلك أربعة أقاويل :-
أحدها : لأنها مجتمع القرى، كما يجتمع الأولاد إلى الأم.
والثاني : لأن أول بيت وضع بها، فكأن القرى نشأت عنها، قاله السدي.
والثالث : لأنها معظمة كتعظيم الأم، قاله الزجاج.
والرابع : لأن الناس يؤمونها من كل جانب، أي يقصدونها.
ثم قال :) وَمَنْ حَوْلَهَا ( قال ابن عباس : هم أهل الأرض كلها.