صفحة رقم ١٤٥
والثاني : أخرجوا أنفسكم من العذاب إن قدرتم، تقريعاً لهم وتوبيخاً بظلم أنفسهم، قاله الحسن.
ويحتمل ثالثاً : أن يكون معناه خلصوا أنفسكم بالاحتجاج عنها فيما فعلتم.
) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ( والهون بالضم الهوان، قاله ذو الأصبع العدواني :
أذهب إليك أمي براعية
ترعى المخاض ولا أغضي على الهون
وأما الهَوْن بالفتح فهو الرفق ومنه قوله تعالى :) الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوناً ( يعني برفق وسكينة، قال الراجز :
هونكما لا يرد الدهر ما فاتا
لا تهلكن أسى في أثر من ماتا
قوله عز وجل :) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ( الفرادى الواحدان، ويحتمل وجهين :
أحدهما : فرادى من الأعوان.
والثاني : فرادى من الأموال.
) وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ ( يعني ما ملكناكم من الأموال، والتخويل تمليك المال، قال أبو النجم :
أعطى فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول
) وَمَا نَرَى مَعَكُم شُفعاءَكُمُ ( فيه وجهان :
أحدهما : آلهتهم التي كانوا يعبدونها، قاله الكلبي.
والثاني : الملائكة الذين كانوا يعتقدون شفاعتهم، قاله مقاتل.