صفحة رقم ١٦٧
( اللهم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ وَالنَّجَسِ الهَبِيثِ الخَبِيثِ الشِّيْطَانِ الرَّجِيمِ ). ( الأنعام :( ١٢٦ - ١٢٧ ) وهذا صراط ربك.....
" وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون " ( قوله عز وجل :) وَهَذا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً ( قد ذكرنا أن الصراط هو الطريق، ومنه قول عامر ابن الطفيل :
شحنا أرضهم بالخيل حتى
تركناهم أذل من الصراط
وفيه ها هنا قولان :
أحدهما : يريد أن الإِسلام هو الصراط المستقيم إلى الله تعالى، قاله الكلبي.
والثاني : يريد أن ما في القرآن من البيان هو الصراط المستقيم.
) قَدْ فَصَّلْنَا ( يحتمل وجهين :
أحدهما : بيَّنَّا.
والثاني : ميَّزنا.
قوله عز وجل :) لَهُم دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ ( وهي الجنة، وفي تسميتها دار السلام وجهان :
أحدهما : لأنها دار السلامة الدائمة من كل آفة، قاله الزجاج.
والثاني : أن السلام هو الله، والجنة داره، فلذلك سُمِّيَتْ دار السلام، وهذا معنى قول الحسن، والسدي.
وفي قوله :) عِندَ رَبِّهِمْ ( وجهان :
أحدهما : أن دار السلام عند ربهم في الآخرة لأنها أخص به.
والثاني : معناه أن لهم عن ربهم أن ينزلهم دار السلام.
) وُهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : وهو ناصرهم في الدنيا على إيمانهم.
والثاني : وهو المتولِّي لثوابهم في الآخرة على أعمالهم.