صفحة رقم ١٧٨
والثالث : أنها المرتفعة عن الأرض لعلو شجرها، فلا يقع ثمرها على الأرض، لأن أصله الارتفاع ولذلك سُمِّيَ السرير عرشاً لارتفاعه، ومنه قوله تعالى :) خاوية على عروشها ( " [ الكهف : ٤٢ ] و [ الحج : ٤٥ ] أي على أعاليها وما ارتفع منها.
والرابع : أن المعروشات ما عرشه الناس، وغير المعروشات ما نبت في البراري والجبال.
) كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ( وإنما قدم ذكر الأكل لأمرين :
أحدهما : تسهيلاً لإيتاء حقه.
والثاني : تغليباً لحقهم وافتتاحاً بنفعهم بأموالهم.
وفي قوله :) وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ( ثلاثة أقاويل :
أحدها : الصدقة المفروضة فيه : العُشْر فيما سقي بغير آلة، ونصف العشر فيما سقي بآلة، وهذا قول الجمهور.
والثاني : أنها صدقة غير الزكاة، مفروضة يوم الحصاد والصرام وهي إطعام من حضر وترك ما تساقط من الزرع والثمر، قاله عطاء ومجاهد.
والثالث : أن هذا كان مفروضاً قبل الزكاة ثم نسخ بها، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، وإبراهيم.
) وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أن هذا الإسراف المنهي عنه هو أن يتجاوز رب المال إخراج القدر المفروض عليه إلى زيادة تجحف به، قاله أبو العالية، وابن جريج.
وقد روى سعد بن سنان عن أنس قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( المُعْتَدِي فِي