صفحة رقم ١٩١
) يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ... ( في أول آيات الساعة وآخرها قولان :
أحدهما : أن أولها الدجال، ثم الدخان، ثم يأجوج ومأجوج، ثم الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها، ) لاَ يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِِن قَبْلُ ( هذا قول معاذ بن جبل.
والثاني : أن أولها خروج الدجال، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم طلوع الشمس من مغربها ) لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مَن قَبْلُ ( ثم خروج الدابة، وهذا قول حذيفة بن اليمان ورواه مرفوعاً.
ثم اختلفوا في ألا ينفعها إيمانها بظهور أول الآيات أو بظهور آخرها على قولين :
أحدهما : إذا خرج أول الآيات، طرحت الأقلام، وجلست الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال.
والقول الثاني : أن ذلك يكون بخروج آخر الآيات ليكون لنا فيها أثر في الإنذار.
ثم قال :) أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيَمَانِهَا خَيْراً ( أما إيمانها قبل هذه الآيات فمُعْتَدٌّ به، وأما بعدها فإن لم تكسب فيه خيراً لم يُعْتَدّ به، وإن كسبت فيه خيراً ففي الاعتداد به قولان :
أحدهما : يُعْتَدُّ به، وهو ظاهر الآية أن يكون قبل الآيات أو بعده.
والثاني : لا يُعْتَدُّ به، ويكون معناه : لم تكن آمنت من قبل وكسب في إيمانها خيراً، وهذا قول السدي.
وفي الخير الذي تكسبه وجهان :
أحدهما : تأدية الفروض على أكمل أحوالها.
والثاني : التطوع بالنوافل بعد الفروض.