صفحة رقم ١٩٣
وفي أصله وجهان :
أحدهما : أصله الظهور، من قولهم شاع الخبر إذا ظهر.
والثاني : أصله الاتباع، من قولهم شايعه على الأمر إذا اتبعه، قاله الزجاج.
ثم قال تعالى :) لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ( فيه قولان :
أحدهما : لست من قتالهم في شيء، ثم نسخها بسورة التوبة، قاله الكلبي.
والثاني : لست من مخالطتهم في شيء، نَهْيٌ لنبيه ( ﷺ ) عن مقاربتهم، وأمر له بمباعدتهم، قاله قتادة، كما قال النابغة :
إذا حاولت في أسد فجوراً
فإني لست منك ولست مني.
( الأنعام :( ١٦٠ ) من جاء بالحسنة.....
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون " ( قوله عز وجل :) مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ( في الحسنة والسيئة هنا قولان :
أحدهما : أن الحسنة الإيمان، والسيئة الكفر، قاله أبو صالح.
والثاني : أنه على العموم في الحسنات والسيئات أن جعل جزاء الحسنة عشر أمثالها تفضلاً، وجعل جزاء السيئة مثلها عدلاً، قال رسول الله ( ﷺ ) :( أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْراً ). ثم في ذلك قولان :
أحدهما : أنه عام في جميع الناس.
والثاني : أنه خاص في الأعراب إذا جاء أحدهم بحسنة فله عشر أمثالها، فأما غيرهم من المهاجرين فلمن جاء منهم بحسنة سبعمائة، قاله ابن عمر، وأبو سعيد الخدري.


الصفحة التالية
Icon