صفحة رقم ١٩٩
والثامن : هي حروف تحوي معاني كثيرة دل الله تعالى خلقه بها على مراده من كل ذلك.
والتاسع : هي حروف اسم الله الأعظم.
ويحتمل عندي قولاً عاشراً : أن يكون المراد به : المصير إلى كتاب أنزل إليك من ربك، فحذف باقي الكلمة ترخيماً وعبر عنه بحروف الهجاء لأنها تذهب بالسامع كل مذهب، وللعرب في الاقتصار على الحروف مذهب كما قال الشاعر :
قلت لها قفي فقالت قاف
............
أي وقفت.
قوله عز وجل ) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ ( يعني القرآن.
) فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ( وفي الحرج ها هنا ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الضيق، قاله الحسن، وهو أصله.
قال الشماخ بن ضرار :
ولو ردت المعروف عندي رددتها
لحاجة لا العالي ولا المتحرج
ويكون معناه : فلا يضيق صدرك خوفاً ألا تقوم بحقه.
والثاني : أن الحرج هنا الشك، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي. قال الراجز :
آليت لولا حرج يعروني ما جئت أغزوك ولا تغزوني
ومعناه : فلا تشك فيما يلزمك فيه فإنما أنزل إليك لتنذر به.
والثالث : فلا يضيق صدرك بأن يكذبوك، قاله الفراء.
ثم قال :) لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( فجعله إنذاراً للكافرين وذكرى للمؤمنين ليعود نفعه على الفريقين.


الصفحة التالية
Icon