صفحة رقم ٢٠٧
أرغبهم في دنياهم، ) وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ( : أي من قبل حسناتهم، ) وَعَن شَمَآئِلِهِم ( من قبل سيئاتهم، قاله ابن عباس.
والثاني :) مِنّ بَيْنِ أيْدِيهِمْ ( : من قبل، دنياهم، ) وَمِنْ خَلْفِهِمْ ( : من قبل آخرتهم، ) وَعَنْ أَيْمَأنِهِمْ ( : الحق أشككهم فيه، ) وَعَن شَمَآئِلِهِم ( : الباطل أرغبهم فيه، قاله السدي وإبراهيم.
والثالث :) مِنّ بَيْنِ أَيْدِيهِم ( ) وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ( من حيث ينظرون، ) وَمِنْ خَلْفِهِم ( ) وَعَنْ شَمَائِلِهِم ( : من حيث لا يبصرون، قاله مجاهد.
والرابع : أراد من كل الجهات التي يمكن الاحتيال عليهم منها، ولم يذكر من فوقهم لأن رحمة الله تصده، ولا من تحت أرجلهم لما فيه التنفير، قاله بعض المتأخرين.
ويحتمل تأويلاً خامساً :) مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِم ( : فيما بقي من أعمارهم فلا يقدمون على طاعة، ) وَمِنْ خَلْفِهِم ( : فيما مضى من أعمارهم فلا يتوبون عن معصية، ) وَعَنْ أَيْمَانِهِم ( : من قبل غناهم فلا ينفقونه في مشكور، ) وَعَن شَمَائِلِهِمِ ( : من قبل فقرهم فلا يمتنعون فيه عن محظور.
ويحتمل سادساً :) مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِم ( : بسط أملهم، ) وَمِنْ خَلْفِهِم ( تحكيم جهلهم، ) وعن أيمانهم ( : فيما ييسر لهم، ) وَعَن شَمَائِلِهِم ( : فيما تعسر عليهم،
ثم قال :) وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : شاكرين لنعمك.
والثاني : مقيمين على طاعتك.
فإن قيل : فكيف علم إبليس ذلك ؟ فعنه جوابان :
أحدهما : أنه ظن ذلك فصدق ظنه، كما قال تعالى :) وَلَقَدْ صَدَقَ عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنَّهُ ( " [ سبأ : ٢٠ ] وسبب ظنه أنَّه لما أغوى آدم واستزله قال : ذرية هذا أضعف منه، قاله الحسن.
والثاني : أنه يجوز أن يكون علم ذلك من جهة الملائكة بخبر من الله.