صفحة رقم ٢١٥
وفي قوله :) ذَلِكَ خَيْرٌ ( وجهان :
أحدهما : أنه راجع إلى لباس التقوى ومعنى الكلام أن لباس التقوى خير من الرياش واللباس، قاله قتادة والسدي.
والثاني : أنه راجع إلى جميع ما تقدم من ) قَدْ أَنزَلْنَا علَيكُمْ لِبَاساً يُوارِي سَوْءَاتِكُم وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوى (، ثم قال :) ذَلِكَ ( الذي ذكرته هو ) خَيْرٌ ( كله.
( الأعراف :( ٢٧ ) يا بني آدم.....
" يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون " ( قوله عز وجل :) يَا بَنِي ءَادَمَ لاَ يَفتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ( وهذا خطاب توجه إلى من كان من العرب يطوف بالبيت عرياناً، فقيل لهم لا يفتننكم الشيطان بغروره كما فتن أبويكم من قبل حتى أخرجهما من الجنة، ليكون إِشعارهم بذلك أبلغ في الزجر من مجرد النهي.
) ينزعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن لباسهما كان أظفاراً تستر البدن فنزعت عنهما وتركت زينة وتبصرة، قاله ابن عباس.
الثاني : أن لباسهما كان نوراً، قاله وهب بن منبه.
والثالث : أن نزع عنهما لباسهما من تقوى الله وطاعته، قاله مجاهد. ) لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ( فيه قولان :
أحدهما : أجسادهما من العورة حين خرجا من لباسهما، وهو مقتضى قول ابن عباس.
والثاني : سوأة معصيتهما حتى خرجا من تقوى الله وطاعته، وهو معنى قول مجاهد.
) إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنَ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ( فيه وجهان :
أحدهما : قومه، وهو قول الجمهور.