صفحة رقم ٢٢٢
) قَالَتْ أُخْرَاهُمُ لأُولاَهُمْ ( يعني الأتباع للقادة لأنهم بالاتباع لهم متأخرون عنهم، وكذلك في دخول النار تقدم القادة على الأتباع.
) رَبَّنَا هَؤُّلآءِ أَضَلُّونَا فئَاتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ ( يريد بأحد الضعفين عذابهم على الكفر، وبالآخر عذابهم على الإغواء.
ويحتمل هذا القول من الأتباع وجهين :
أحدهما : تخفيف العذاب عنهم.
والثاني : الانتقام من القادة بمضاعفة العذاب عليهم.
فأجابهم الله قال :) لِكُلٍّ ضِعْفٌ ( يعني أنه وإن كان للقادة ضعف العذاب، لأن أحدهما بالكفر، والآخر بالإغواء، فلكم أيها الأتباع ضعف العذاب، وهذا قول الجمهور، وإن ضعف الشيء زيادة مثله.
وفيه وجه ثان : قاله مجاهد : أن الضعف من أسماء العذاب.
( الأعراف :( ٤٠ - ٤١ ) إن الذين كذبوا.....
" إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين " ( قوله عز وجل :) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بئَايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ ( فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أي لا تفتح لأرواحهم لأنها تفتح لروح الكافر وتفتح لروح المؤمن، قاله ابن عباس، والسدي.
والثاني : لا تفتح لدعائهم، قاله الحسن.
والثالث : لا تفتح لأعمالهم، قاله مجاهد، وإبراهيم.
والرابع : لا تفتح لهم أبواب السماء لدخول الجنة لأن الجنة في السماء، وهذا قول بعض المتاخرين.
والخامس : لا تفتح لهم أبواب السماء لنزول الرحمة عليهم، قاله ابن بحر.