صفحة رقم ٢٢٧
وإن قيل : إنهم المفضلون وأصحاب الصغائر من المؤمنين كان ذلك لنقص ثوابهم عن استحقاق الدخول للجنة.
وإن قيل : إنهم الملائكة، احتمل أمرهم ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يؤمروا بذلك حمداً لأهل الجنة وذماً لأهل النار وزيادة في الثواب والعقاب.
والثاني : أن يكونوا حفظة الأعمال في الدنيا الشاهدين بها عند الله في الآخرة أمروا بذلك، ما أدوه من الشهادة تبشيراً لأهل الجنة وتوبيخاً لأهل النار.
والثالث : أن يكونوا خزنه الجنة والنار، فإن من الملائكة من أفرد لخزنة الجنة، ومنهم من أفرد لخزنة النار، ويكون هؤلاء قد جمع لهم بين الأمرين، والله أعلم بغيب ذلك.
وحكى ابن الأنباري أن قوله :) وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ( معناه على معرفة أهل الجنة والنار رجال، وأن قوله :) ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوفٌ عَلَيكُم ( الآية من قول أصحاب الأعراف، وهو مخالف لقول جميع المفسرين.
( الأعراف :( ٤٨ - ٤٩ ) ونادى أصحاب الأعراف.....
" ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " ( وفي قوله :) وَنَادَى ( وجهان :
أحدهما : أنه بمعنى ينادي، لأنه في المستقبل.
والثاني : أنه على الحذفِ وتقديره : إذا كان يوم القيامة نادى أصحاب الأعراف.
( الأعراف :( ٥٠ - ٥١ ) ونادى أصحاب النار.....
" ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون " (


الصفحة التالية
Icon