صفحة رقم ٢٥٠
والرابع : أن الأذى الذي كان من قبل أنهم كانوا يضربون اللبن ويعطيهم التبن، والأذى من بعد أن صاروا يضربون اللبن ويجعل عليهم التبن، قاله الكلبي، وفي قولهم :) مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ( قولان :
أحدهما : من قبل أن تأتينا بالرسالة ومن بعد ما جئتنا بها، قاله ابن عباس.
والثاني : من قبل أن تأتينا بعهد الله إليك أنه يخلصنا ومن بعد ما جئتنا به. وفي هذا القول منهم وجهان :
أحدهما : أنه شكوى ما أصابهم من فرعون واستعانة بموسى.
والثاني : أنهم قالوه استبطاء لوعد موسى، حكاه ابن عيسى.
) قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِك عَدُوَّكُمْ ( ) عَسَى ( في اللغة طمع وإشفاق. قال الحسن عسى من الله واجبة، وقال الزجاج :) عَسَى ( من الله يقين.
) وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ( في قوله :) فَينظُرَ ( وجهان :
أحدهما : فيرى.
والثاني : فيعلم وفي قول موسى ذلك لقومة أمران :
أحدهما : الوعد بالنصر والاستخلاف في الأرض.
والثاني : التحذير من الفساد فيها لأن الله تعالى ينظر كيف يعملون.
( الأعراف :( ١٣٠ - ١٣١ ) ولقد أخذنا آل.....
" ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون " ( قوله عز وجل :) وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ بالسِّنِينَ ( فيه قولان :
أحدهما : يعني بالجوع، قاله مجاهد، وقتادة.
والثاني : أن معنى السنين الجدوب، قاله الحسن.
والعرب تقول : أخذتهم السنة إذا قحطوا وأجدبوا.
وقال الفراء : المراد بالسنين الجدب والقحط عاماً بعد عام.