صفحة رقم ٢٥٨
الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ( لأن الجبل إذا لم يستقر لرؤيته فالإنسان بذلك أولى.
) فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للِجَبَلِ ( معنى تجلى ظهر مأخوذ من جلاء العروس إذا ظهرت، ومن جلاء المرآة إذا أضاءت.
وفي تجليه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل لحاضري الجبل.
والثاني : أنه أظهر للجبل من ملكوته ما تدكدك به، لأن الدنيا لا تقوم لما يبرز من ملكوت السماء.
والثالث : أنه أبرز قدر الخنصر من العرش.
والرابع : ظهر أمره للجبل.
) جَعَلَهُ دَكّاً ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : يعني مستوياً بالأرض، مأخوذ من قولهم ناقة دكاء إذا لم يكن لها سنام، قاله ابن قتيبة وابن عيسى.
والثاني : أنه ساخ في الأرض، قاله الحسن وسفيان.
والثالث : أنه صار تراباً، قاله ابن عباس.
والرابع : أنه صار قطعاً.
قال مقاتل : وكان أعظم جبل بمدين تقطع ست قطع تفرقت في الأرض، صار منها بمكة ثلاثة أجبل : ثبير وغار ثور وحراء. وبالمدينة ثلاثة أجبل : رضوى وأحد وورقان. والله أعلم.
) وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً ( فيه قولان :
أحدهما : ميتاً، قاله قتادة.
والثاني : مغشياً عليه، قاله ابن عباس، والحسن، ابن زيد.


الصفحة التالية
Icon