صفحة رقم ٢٦٩
ثم قال :) وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّباتِ ( يعني ما كانت الجاهلية تحرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام.
) وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ( يعني ما كانوا يستحلونه من لحم الخنزير والدماء.
) وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ( فيه تأويلان :
أحدهما : أنه عهدهم الذي كان الله تعالى أخذه على بني إسرائيل.
والثاني : أنه التشديد على بني إٍسرائيل الذي كان في دينهم من تحريم السبت وتحريم الشحوم والعروق وغير ذلك من الأمور الشاقة، قاله قتادة.
) والأَغْلاَلَ التَّي كَانَتْ عَلَيهِمْ ( فيها تأويلان :
أحدهما : أنه الميثاق الذي أخذه عليهم فيما حرمه عليهم، قاله ابن أبي طلحة.
والثاني : يعني ما بيَّنه الله تعالى في قوله :) غُلَّتْ أَيْدِيِهِمْ ( " [ المائدة : ٦٤ ].
) فَالَّذِينَ أَمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ... ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني عظموه، قاله علي بن عيسى.
والثاني : منعوه من أعدائه، قاله أبو جعفر الطبري. ومنه تعزير الجاني لأنه يمنعه من العود إلى مثله.
) وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ( يعني القرآن، آمنوا به من بعده فروى قتادة أن نبي الله ( ﷺ ) قال لأصحابه :( أَيُّ الخَلْقِ أَعْجَبُ إِلَيكُم إِيماناً ؟ ) قالوا : الملائكة فقال نبي اللَّه ( ص ) :( المَلائِكةُ عِندَ رَبِّهم فَمَا لَهُم لاَ يُؤْمِنُونَ. ) فقالوا : النبيون، فقال :( يُوحَى إِلَيهِم فَمَا لَهُم لاَ يُؤْمِنُونَ ) قالوا : نحن يا نبي الله. فقال ( أَنَا فِيكُم فَمَا