صفحة رقم ٢٨٠
وفي قوله :) فَانسَلَخَ مِنهَا ( وجهان :
أحدهما : فانسلخ من العلم بها لأنه سيسلب ما أوتي منها بالمعصية. والثاني : أنه انسلخ منها أي من الطاعة بالمعصية مع بقاء علمه بالآيات حتى حكي أن بلعام رُيثي على أن يدعو على قوم موسى بالهلاك فسها فدعا على قومه فهلكوا.
) فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الشيطان صيره لنفسه تابعاً بإجابته له حين أغواه.
والثاني : أن الشيطان متبع من الإنس على ضلالته من الكفر.
والثالث : أن الشيطان لحقه فأغواه، يقال اتبعت القوم إذا لحقتهم، وتبعتهم إذا سرت خلفهم، قاله ابن قتيبة.
) فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( فيه وجهان :
أحدهما : من الهالكين.
الثاني : من الضالين.
قوله عز وجل :) وَلَو شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني لأمتناه فلم يكفر.
والثاني : لحلنا بينه وبين الكفر فيصير إلى المنزلة المرفوعة معصوماً، قاله مجاهد.
) وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ ( أي ركن إليها. وفي ركونه إليها وجهان :
أحدهما : أنه ركن إلى أهلها في استنزالهم له ومخادعتهم إياه.
والثاني : أنه ركن إلى شهوات الأرض فشغلته عن طاعة الله، وقد بين ذلك قوله تعالى ) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ (.
ثم ضرب مثله بالكلب )... إِن تَحْمِْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ( وفي تشبيهه بالكلب اللاهث وجهان :
أحدهما : لدناءته ومهانته.
الثاني : لأن لهث الكلب ليس بنافع له.