صفحة رقم ٢٩١
والثالث : ذكره باللسان إما رغبة إليه في دعائه أو تعظيماً له بالآية. وفي المخاطب بهذا الذكر قولان :
أحدهما : أنه المستمع للقرآن إما في الصلاة أو الخطبة، قاله ابن زيد.
والثاني : أنه خطاب للنبي ( ﷺ ) ومعناه عام في جميع المكلفين.
ثم قال :) تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ( أما التضرع فهو التواضع والخشوع، وأما الخيفة فمعناه مخافة منه.
) وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ( يعني أسرَّ القول إما بالقلب أو باللسان على ما تقدم من التأويلين.
ثم قال تعالى :) بالْغُدُوِّ وَالأَصْالِ ( فيه وجهان :
أحدهما : بالبكر والعشيات.
والثاني : أن الغدو آخر الفجر صلاة الصبح، والآصال آخر العشي صلاة العصر، قاله مجاهد، ونحوه عن قتادة.
) وَلاَ تَكُنِ مِّنَ الْغَافِلِينَ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : عن الذكر.
والثاني : عن طاعته في كل أوامره ونواهيه، قاله الجمهور.
) وَيُسَبِّحُونَهُ وََلَهُ يَسْجُدُونَ ( وهذا أول سجدات التلاوة في القرآن.
وسبب نزولها ما قاله كفار مكة ) وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً ( " [ الفرقان : ٦٠ ].
فأنزل الله تعالى هذه الآية وأعلمهم أن الملائكة المقربين إذا كانوا على هذه الحال في الخضوع والرغبة فأنتم بذلك أولى والله أعلم بالصواب.


الصفحة التالية
Icon