صفحة رقم ٢٩٣
الخامس : أنها زيادات يزيدها الإمام بعض الجيش لما قد يراه من الصلاح.
والأنفال جمع نَفَل، وفي النفل قولان :
أحدهما : أنه العطية، ومنه قيل للرجل الكثير العطاء : نوفل، قال الشاعر :
٨٩ ( يأتي الظلامة منه النوفل الزُّفَرُ ) ٨٩
فالنوفل : الكثير العطاء. والزفر : الحمال للأنفال، ومنه سمي الرجل زفر.
والقول الثاني : أن النفل الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة. قال لبيد بن ربيعة :
إن تقوى ربنا خير نفل
وبإذن الله ريثي وعجل
واختلفوا في سبب نزول هذه الآية على أربعة أقاويل :
أحدها : ما رواه ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال رسول الله ( ﷺ ) ( مَنْ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكذَا ) فسارع إليه الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما فتح الله تعالى عليهم جاءوا يطلبون ما جعل لهم رسول الله ( ﷺ ) فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءاً لكم، فأنزل الله تعالى ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ ( الآية.
الثاني : ما روى محمد بن عبيد بن سعد بن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قُتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص بن أميةَ وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيفة فجئت به النبي ( ﷺ ) فقلت : هبه لي يا رسول الله، فقال :( اطْرَحْهُ فِى