صفحة رقم ٢٩٧
) وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ( أي غير ذات الحرب وهي العير لأن نفوسهم في لقائها أسكن، وهم إلى ما فيها من الأموال أحوج.
وفي الشوكة التي كُني بها عن الحرب وجهان :
أحدهما : أنها الشدة فكُني بها عن الحرب لما فيها من الشدة، وهذا قول قطرب. والثاني : أنها السلاح، وكُني بها عن الحرب لما فيها من السلاح، من قولهم رجل شاكٍ في السلاح، قاله ابن قتيبة.
) وَيُريدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ( فيه قولان :
أحدهما : إظهار الحق بإعزاز الدين في وقته على ما تقدم من وعده.
والثاني : أن الحق في أمره لكم أن تجاهدوا عدوكم.
وفي صفة ذلك وجهان لأصحاب الخواطر.
أحدهما : يحق الحق بالإقبال عليه ويبطل الباطل بالإعراض عنه.
الثاني : يحق الحق بالقبول ويبطل الباطل بالرد.
) لِيُحِقَّ الْحَقَّ ( معناه ليظهر الحق يعني الإسلام.
) ويُبْطِلَ الْبَاطِلَ ( أي يذهب بالباطل يعني الشرك.
قال الحسن. هذه الآية نزلت قبل قوله :) كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ( وهي في القراءة بعدها.
روى سماك عن عكرمة قال : قيل لرسول الله ( ﷺ ) يوم بدر عليك بالعير ليس دونها شيء فقال له العباس وهو أسير في أيديهم : ليس لك ذلك، فقال :( لم ؟ ) فقال : لأن الله تعالى وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك.
( الأنفال :( ٩ - ١٠ ) إذ تستغيثون ربكم.....
" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم " (


الصفحة التالية
Icon