صفحة رقم ٣٠١
) وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ( فيه قولان :
أحدهما : بالصبر الذي أفرغه الله تعالى حتى يثبتوا لعدوهم، قاله أبو عبيدة.
والثاني : تلبيد الرمل بالمطر الذي لا يثبت عليه قدم، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، والضحاك.
قوله عز وجل :) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ( معناه معينكم ويحتمل أن يكون معناه إني معكم في نصرة الرسول، فتكون الملائكة لتثبيت المؤمنين، والله تعالى متولي النصر بما ألقاه من الرعب في قلوب المشركين.
) فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : فثبوتهم بحضوركم معهم في الحرب.
والثاني : بقتالكم معهم يوم بدر، قاله الحسن.
والثالث : بإخبارهم أنه لا بأس عليهم من عدوهم.
) سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ( يعني الخوف، ويحتمل أحد وجهين : إما أن يكون إلقاء الرعب بتخاذلهم، وإما أن يكون بتكثير المسلمين في أعينهم.
وفي ذلك وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك للملائكة معونة لهم.
والثاني : أنه قال ذلك له ليثبتوا به الذين آمنوا. ) فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ ( فيه خمسة أقاويل :
أحدها : فاضربوا الأعناق، وفوق صلة زائدة في الكلام، قاله عطية والضحاك.
وقد روى المسعودي عن القاسم قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لأُُعَذِّبَ بَعَذَابِ اللَّهِ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ بِضَرْبِ الأَعْنَاقِ وَشَدِّ الْوَثَاقِ ). والثاني : معناه واضربوا الرؤوس فوق الأعناق، قاله عكرمة.