صفحة رقم ٣٠٥
الثالث : وما رميت قلوبهم بالرعب إذ رميت وجوههم بالتراب ولكن الله ملأ قلوبهم رعباً.
والقول الرابع : أنه أرد رمى أصحابه بالسهم فأصاب رميهم.
وقوله تعالى :) وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ( يعني بما أرسله من الريح المعينة لسهامهم حتى سددت وأصابت. والمراد بالرمي الإصابة لأن معى الرمي محمول على الإصابة، فإن لم يصب قيل رمى فأخطأ. وإذا قيل مطلقاً :
قد رمى، لم يعقل منه إلا الإصابة. ألا ترى إلى قول امرىء القيس :
٨٩ ( فرماها في فرائصها. ) ٨٩
فاستغنى بذكر الرمي عن وصفه بالإصابة.
وقال ذو الرمة في الرأي :
رمى فأخطأ والأقدار غالبةٌ..
فانصاع والويل هجيراه والحربُ
قوله عز وجل :) وَليُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاَءً حَسَناً ( قال أصحاب الخواطر : البلاء الحسن ما يورثك الرضا به والصبر عليه.
وقال المفسرون : البلاء الحسن ها هنا النعمة بالظفر والغنيمة.
( الأنفال :( ١٩ ) إن تستفتحوا فقد.....
" إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين " ( قوله عز وجل :) إِن تَسْتَفْتِحُواْ فقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ( في قولان :
أحدهما : إن تستنصروا الله، فالفتح النصر، فقد جاءكم فضل الله بنصرنا، حكاه ابن الأنباري.
والثاني : معناه إن تستنصروا الله، والفتح النصر، فقد جاءكم نصر الله لنا عليكم، وفي هذا الخطاب قولان.
أحدهما : أنه خطاب للمشركين لأنهم استنصروا يوم بدر بأن قالوا : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه، فنصر الله تعالى نبيه والمسلمين عليهم.