صفحة رقم ٣١٣
قوله عز وجل ) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا ( يحتمل وجهين :
أحدهما : قد سمعنا هذا منكم ولا نطيعكم.
والثاني : قد سمعنا قبل هذا مثله فماذا أغناكم.
) لَوْ نَشَآءَ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا ( يحتمل وجهين :
أحدهما : مثل هذا في النظم والبيان معارضة له في الإعجاز.
والثاني : مثل هذا في الاحتجاج معارضة له في الاستدعاء إلى الكفر.
) إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( يعني أحاديث الأولين ويحتمل وجهين :
أحدهما : أنه قصص من مضى وأخبار من تقدم.
والثاني : أنه مأخوذ عمن تقدم وليس بوحي من الله تعالى.
وقيل إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة، وقد قلته النبي ( ﷺ ) صبراً في جملة ثلاثة من قريش : عقبه بن أبي معيط، والمطعم بن عدي، والنضر بن الحارث وكان أسير المقداد، فلما أمر رسول الله ( ﷺ ) بقتل النضر قال المقداد : أسيري يا رسول الله، فقال رسول الله ( ﷺ ) :( اللَّهُمْ أَعِنِ المِقْدَادَ )، فقال : هذا أردت. وفيه أنزل الله تعالى الآية التي بعدها.
) وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّْ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حَجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( وفي هذا القول وجهان :
أحدهما : أنهم قالوا ذلك عناداً للحق وبغضاً للرسول ( ﷺ ).
والثاني : أنهم قالوا ذلك اعتقاداً أنه ليس بحق. وفيهم نزل قوله تعالى ) سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( " [ المعارج : ١ ] وفيهم نزل قوله تعالى :) رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا ( " [ ص : ١٦ ]. قال عطاء : لقد نزلت في النضر بضع عشرة آية من كتاب الله تعالى.
قوله عز وجل :) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِم ( يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه قال ذلك إكراماً لنبيه وتعظيماً لقدره أن يعذب قوماً هو بينهم. تعظيماً لحرمته.


الصفحة التالية
Icon