صفحة رقم ٣١٧
ليقاتل بهم رسول الله ( ﷺ )، سوى من انحاز إليه من العرب، قاله سعيد ومجاهد والحكم بن عيينة، وفي ذلك يقول كعب بن مالك :
وجئنا إلى موج من البحر وسطه
أحابيش منهم حاسرٌ ومقنع
ثلاثة آلافٍ ونحن نَصِيَّة
ثلاثُ مئينٍ إن كثرنا فأربع
) فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسْرَةً ( يحتمل وجهين :
أحدهما : يكون إنفاقها عليهم حسرة وأسفاً عليها.
والثاني : تكون خيبتهم فيما أملوه من الظفر عليهم حسرة تحذرهم بعدها.
) ثُمَّ يُغْلَبُونَ ( وعد بالنصر فحقق وعده.
قوله عز وجل ) لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ( فيه وجهان :
أحدهما : الحلال من الحرام.
الثاني : الخبيث ما لم تخرج منه حقوق الله تعالى، والطيب : ما أخرجت منه حقوق الله تعالى.
يحتمل ثالثاً : أن الخبيث : ما أنفق في المعاصي، والطيب : ما أنفق في الطاعات.
) وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ( أي يجمعه في الآخرة وإن تفرق في الدنيا ) فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً ( أي يجعل بعضه فوق بعض، ومنه قوله تعالى :) ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ( " [ النور : ٤٣ ].
وفي قوله تعالى ) فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ( وإن كانت الأموال لا تعذّب وجهان :
أحدهما : أن يجعلها عذاباً في النار يعذبون بها، كما قال تعالى :) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ( " [ التوبة : ٣٥ ] الآية.
الثاني : أنه يجعل أموالهم معهم في جهنم لأنهم استطالوا بها وتقووا على معاصي الله فجعلها معهم في الذل والعذاب كما كانت لهم في الدنيا عزاً ونعيماً.