صفحة رقم ٣٢٦
والثاني : أنهم المشركون، قاله الحسن.
والثالث : أنهم قوم مرتابون لم يظهروا العداوة للنبي ( ﷺ ) بخلاف المنافقين.
والمرض في القلب كله هو الشك، وهو مشهور في كلام العرب، قال الشاعر :
ولا مرضاً أتقيه إني لصائن
لعرضي ولي في الأليّة مفخر
وقوله تعالى ) غَرَّ هَؤُلآءِ ( يعني المسلمين.
) دينُهُمْ ( يعني الإسلام، لأن الله تعالى قلل المشركين في أعين المسلمين ليتقدموا عليهم، وقلَّل المسلمين في أعين المشركين ليستهينوا بهم حتى أظفر بهم المسلمين فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا.
( الأنفال :( ٥٠ - ٥١ ) ولو ترى إذ.....
" ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد " ( قوله عز وجل ) وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وَجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ( فيه قولان :
أحدهما : يتوفاهم ملك الموت عند قبض أرواحهم، قاله مقاتل.
والثاني : قتل الملائكة لهم حين قاتلوهم يوم بدر.
) يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدبَارَهُمْ ( تأويله على القول الأول : يضربون وجوههم يوم القيامة إذا واجهوهم، وأدبارهم إذا ساقوهم إلى النار.
وتأويله على القول الثاني يحتمل وجهين :
أحدهما : يضربون وجوههم ببدر لما قاتلوا، وأدبارهم لما انهزموا.
والثاني : أنهم جاءوهم من أمامهم وورائهم، فمن كان من أمامهم ضرب وجوههم، ومن كان من ورائهم ضرب أدبارهم.
( الأنفال :( ٥٢ - ٥٤ ) كدأب آل فرعون.....
" كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة


الصفحة التالية
Icon