صفحة رقم ٣٤٦
عليم حكيم أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون " ( قوله عز وجل :)... وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ( فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها الخيانة، قاله قتادة.
والثاني : أنهم البطانة، قاله قطرب ومقاتل، ومنه قول الشاعر :
وجعلت قومك دون ذاك وليجة
ساقوا إليك الخير غير مشوب
والثالث : أنه الدخول في ولاية المشركين، من قولهم ولج فلان في كذا إذا دخل فيه قال طرفة بن العبد :
رأيت القوافي يتلجن موالجاً
تضايق عنها أن تولجها الإبر
( التوبة :( ١٧ - ١٨ ) ما كان للمشركين.....
" ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " ( قوله عز وجل ) مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّهِ ( يعني المسجد الحرام. وفيه وجهان :
أحدهما : ما كان لهم أن يعمروها بالكفر لأن مساجد الله تعالى تعمر بالإيمان.
والثاني : ما كان لهم أن يعمروه بالزيارة له والدخول إليه.
) شَاهِدِينَ عَلَى أنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن فيما يقولونه أو يفعلونه دليل على كفرهم كما يدل عليه إقرارهم،


الصفحة التالية
Icon