صفحة رقم ٣٥٥
( التوبة :( ٣٢ - ٣٣ ) يريدون أن يطفئوا.....
" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " ( قوله عز وجل ) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ( وفي نوره قولان :
أحدهما : أنه القرآن والإسلام، قاله الحسن وقتادة.
والثاني : أنه آياته ودلائله لأنه يهتدى بها كما يهتدى بالأنوار.
وإنما خص ذلك بأفواههم لما ذكرنا أنه ليس يقترن بقولهم دليل.
) وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ ( وليس يريد تمامه من نقصان لأن نوره لم يزل تاماً. ويحتمل المراد به وجهين :
أحدهما : إظهار دلائله.
والثاني : معونة أنصاره.
قوله عز وجل ) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ( يعني محمداً ( ﷺ ) أرسله الله إلى خلقه بالهدى ودين الحق.
وفيها أربعة تأويلات :
أحدها : أن الهدى البيان، ودين الحق الإسلام، قاله الضحاك.
والثاني : أن الهدى الدليل، ودين الحق المدلول عليه.
والثالث : معناه بالهدى إلى دين الحق.
والرابع : أن معناهما واحد وإنما جمع بينهما تأكيداً لتغاير اللفظين.
) لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ( فيه ستة تأويلات :
أحدها : يعني عند نزول عيسى عليه السلام فإنه لا يعبد الله تعالى إلاّ بالإٍسلام، قاله أبو هريرة.


الصفحة التالية
Icon