صفحة رقم ٣٥٩
فعن ذلك جوابان : أحدهما : أن الكناية راجعة إلى الكنوز، وتقديره : ولا ينفقون الكنوز في سبيل الله.
والثاني : أنه قال ذلك اكتفاء بذكر أحدهما عن الآخر لدلالة الكلام على اشتراكهما فيه، كما قال تعالى ) وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّواْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً ( " [ الجمعة : ١١ ] ولم يقل إليهما، وكقول الشاعر :
٨٩ ( إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما لم يُعاص كان جنوناً ) ٨٩
ولم يقل يعاصيا.
ثم إن الله تعالى غلَّظ حال الوعيد بما ذكره بعد هذا من قوله :
) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ( وإنما غلظ بهذا الوعيد لما في طباع النفوس من الشح بالأموال ليسهل لهم تغليظ الوعيد إخراجها في الحقوق.
( التوبة :( ٣٦ ) إن عدة الشهور.....
" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " ( قوله عز وجل ) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شهْراً ( يعني شهور السنة، وإنما كانت اثني عشر شهراً لموافقة الأهلة ولنزول الشمس والقمر في اثني عشر برجاً يجريان فيها على حساب متفق كما قال الله تعالى ) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ( " [ الرحمن : ٥ ].
)... مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ( يعني أن من الاثني عشر شهراً أربعة حرم، يعني