صفحة رقم ٣٦٢
ثم قال تعالى )... لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ( أي ليوافقوا فحرموا أربعة أشهر كما حرم الله تعالى أربعة أشهر.
) زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن الله تعالى زينها بالشهرة لها والعلامة المميزة بها لتجتنب.
الثاني : أن أنفسهم والشيطان زين لهم ذلك بالتحسين والترغيب ليواقعوها، وهو معنى قول الحسن.
وفي ) سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ( ها هنا وجهان :
أحدهما : أنه ما قدمه من إحلالهم ما حرم الله تعالى وتحريمهم ما أحله الله.
الثاني : أنه الرياء، قاله جعفر بن محمد.
( التوبة :( ٣٨ - ٣٩ ) يا أيها الذين.....
" يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير " ( قوله عز وجل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُمْ إِلَى الأَرْضِ ( قال الحسن ومجاهد : دُعوا إلى غزوة تبوك فتثاقلوا فنزل ذلك فيهم.
وفي قوله ) اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ ( ثلاثة أوجه :
أحدها : إلى الإقامة بأرضكم ووطنكم.
والثاني : إلى الأرض حين أخرجت الثمر والزرع. قال مجاهد : دعوا إلى ذلك أيام إدراك النخل ومحبة القعود في الظل.
الثالث : اطمأننتم إلى الدنيا، فسماها أرضاً لأنها فيها، وهذا قول الضحاك.
وقد بينه قوله تعالى ) أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الأَخَرَةِ ( يعني بمنافع الدنيا بدلاً من ثواب الآخرة.