صفحة رقم ٣٦٩
وأما الخلال فهو من تخلل الصفوف وهي الفُرَج تكون فيها، ومنه قول النبي ( ﷺ ) :( تَرَاصُّوا فِي الصُّفُوفِ وَلاَ يَتَخَلَّلْكُمْ، كَأَولاَدِ الحذف يَعْنِي الشَّيَاطِينَ ) والخلال هو الفساد، وفيه ها هنا وجهان :
أحدهما : لأسرعوا في إفسادكم.
والثاني : لأوضعوا الخلف بينكم.
وفي الفتنة التي يبغونها وجهان :
أحدهما : الكفر.
والثاني : اختلاف الكلمة وتفريق الجماعة.
) وَفِيكُمْ سّمَّاعُونَ لَهُمْ ( وفيهم ثلاثة أقاويل :
أحدها : وفيكم من يسمع كلامهم ويطيعهم، قاله قتادة وابن إسحاق.
والثاني : وفيكم عيون منكم ينقلون إلى المشركين أخباركم، قاله الحسن.
( التوبة :( ٤٨ ) لقد ابتغوا الفتنة.....
" لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون " ( قوله عز وجل ) لَقَدْ ابْتَغَؤا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ ( يعين إيقاع الخلاف وتفريق الكلمة. ) وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ ( يحتمل أربعة أوجه :
أحدها : معاونتهم في الظاهر وممالأة المشركين في الباطن.
والثاني : قولهم بأفواههم ما ليس في قلوبهم.
والثالث : توقع الدوائر وانتظار الفرص.
والرابع : حلفهم بالله لو استطعنا لخرجنا معكم.