صفحة رقم ٤٠٤
أحدهما : أن التقوى اجتناب معاصيه، والرضوان فعل طاعته.
الثاني : أن التقوى اتقاء عذابه، والرضوان طلب ثوابه.
وكان عمر بن شبة يحمل قوله تعالى ) لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ( على مسجد المدينة، ويحتمل ) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مَنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ( على مسجد قباء، فيفرق بين المراد بهما في الموضعين.
) أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ( يعني شفير جرف وهو حرف الوادي الذي لا يثبت عليه البناء لرخاوته وأكل الماء له ) هَارٍ ( يعني هائر، والهائر : الساقط. وهذا مثل ضربه الله تعالى لمسجد الضرار.
ويحتمل المقصود بضرب هذا المثل وجهين :
أحدهما : أنه لم يبق بناؤهم الذي أسس على غير طاعة الله حتى سقط كما يسقط ما بني على حرف الوادي.
الثاني : أنه لم يخف ما أسرُّوه من بنائه حتى ظهر كما يظهر فساد ما بنى على حرف الوادي بالسقوط.
) فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ( فيه وجهان :
أحدهما : أنهم ببنيانهم له سقطوا في نار جهنم.
الثاني : أن بقعة المسجد مع بنائها وبُناتها سقطت في نار جهنم، قاله قتادة والسدي.
قال قتادة : ذكر لنا أنه حفرت منه بقعة فرئي فيها الدخان وقال جابر بن عبد الله : رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حين انهار.
قوله عزوجل ) لاَ يََزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ ( يعني مسجد الضرار.
) رِيبَةً فِي قُلُوبِهِم ( فيه قولان :
أحدهما : أن الريبة فيها عند بنائه.
الثاني : أن الريبة عند هدمه.