صفحة رقم ٤٢٤
فَيُؤْنِسُهُ وَيَهْدَيهِ، وَيَتَلَقَّى الْكَافِرَ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ فَيُوحِشُهُ وَيُضِلُّهُ ). الثالث : أن الله يهديهم إلى طريق الجنة.
الرابع : أنه وصفهم بالهداية على طريق المدح لهم.
) تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ ( فيه وجهان :
أحدهما : من تحت منازلهم قاله أبو مالك.
الثاني : تجري بين أيديهم وهم يرونها من علو لقوله تعالى ) أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ( " [ الزخرف : ٥١ ] يعني بين يدي.
وحكى أبو عبيدة عن مسروق أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود.
قوله عز وجل :) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن أهل الجنة إذا اشتهوا الشيء أو أرادوا أن يدعوا بالشيء قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم، ذلك الشيء، قاله الربيع وسفيان.
الثاني : أنهم إذا أرادوا الرغبة إلى الله في دعاء يدعونه كان دعاؤهم له : سبحانك اللهم : قاله قتادة.
) وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ( فيه وجهان :
أحدهما : معناه وملكهم فيها سالم. والتحية الملك، ومنه قول زهير بن جنان الكلبي :
ولكلُّ ما نال الفتى
قد نِلتُه إلا التحية
الثاني : أن تحية بعضهم لبعض فيها سلام. أي : سلمت وأمنت مما بلي به أهل النار، قاله ابن جرير الطبري.
) وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن آخر دعائهم : الحمد لله رب العالمين، كما كان أول دعائهم : سبحانك اللهم، ويشبه أن يكون هذا قول قتادة.