صفحة رقم ٤٢٧
يجوز أن يكون معه، والإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه.
وفي قولهم ذلك ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم سألوه الوعد وعيداً، والوعيد وعداً، والحلال حراماً، والحرام حلالاً، قاله ابن جرير الطبري.
الثاني : أنهم سألوه أن يسقط ما في القرآن من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم، قاله ابن عيسى.
الثالث : أنه سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور، قاله الزجاج.
) قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءي نَفْسِي ( أي ليس لي أن أتلقاه بالتبديل والتغيير كما ليس لي أَن أتلقاه بالرد والتكذيب.
) إِنْ أَتَّبعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ( فيما أتلوه عليكم من وعد ووعيد وتحليل وتحريم أو أمر أو نهي.
) إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ( في تبديله وتغييره.
) عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( يعني يوم القيامة.
قوله عز وجل :) قُل لَّوْ شَآءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ ( يعني القرآن :
) وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ولا أعلمكم به، قاله ابن عباس.
الثاني : ولا أنذركم به، قاله شهر بن حوشب.
الثالث : ولا أشعركم به، قاله قتادة.
) فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه أراد ما تقدم من عمره قبل الوحي إليه لأن عمر الإنسان مدة حياته طالت أو قصرت.
الثاني : أنه أربعون سنة، لأن النبي ( ﷺ ) بعث بعد الأربعين وهو المطلق من عمر الإنسان، قاله قتادة.
) أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( أني لم أدَّع ذلك بعد أن لبثت فيكم عمراً حتى أُوحِي إليّ، ولو كنت افتريته لقدمته.