صفحة رقم ٤٦٤
) وَيَبْغُونَها عِوَجاً ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني يؤمنون بملة غير الإسلام ديناً، قاله أبو مالك.
الثاني : يبغون محمداً هلاكاً، قاله السدي.
الثالث : أن يتأولوا القرآن تاويلاً باطلاً، قاله عليّ بن عيسى.
قوله عز وجل :) لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن معنى لا جرم : لا بد.
الثاني : أن ) لا ( عائد على الكفار، أي لا دافع لعذابهم، ثم استأنف فقال : جرم، أي كسب بكفره استحقاق النار، ويكون معنى جرم : كسب، أي بما كسبت يداه، قال الشاعر :
نَصَبنا رأسه في جذع نخل
بما جَرَمت يداه وما اعتدينا
أي بما كسبت يداه.
الثالث : أن ) لا ( زائدة دخلت توكيداً، يعني حقاً إنهم في الآخرة هم الأخسرون. قال الشاعر :
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة
جرمت فزارُة بعدها أن يغضبوا.
أي أحقتهم الطعنة بالغضب.
( هود :( ٢٣ - ٢٤ ) إن الذين آمنوا.....
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون " ( قوله عز وجل :) وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ ( فيه خمسة تأويلات :
أحدها : يعني خافوا ربهم، قاله ابن عباس.
الثاني : يعني اطمأنوا، قاله مجاهد.
الثالث : أنابوا، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon