صفحة رقم ٤٧٢
قوله عز وجل :) حَتَّى إذا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ( فيه ستة أوجه :
أحدها : وجه الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض تَنُّوراً، قاله ابن عباس وقيل لنوح عليه السلام : إذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك.
الثاني : أن التنور العين التي بالجزيرة ( عين وردة )، رواه عكرمة. الثالث : أنه مسجد بالكوفة من قبل أبواب كندة، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. الرابع : أن التنور ما زاد على وجه الأرض فأشرف منها، قاله قتادة.
الخامس : أنه التنور الذي يخبز فيه، قيل له : إذا رأيت الماء يفور منه فاركب أنت ومن معك، قاله مجاهد.
قال الحسن : كان تنوراً من حجارة وكان لحواء ثم صار لنوح، وقال مقاتل : فارَ من أقصى دار نوح بعين وردة من أرض الشام، قال أمية بن الصلت :
فار تنورهم وجاش بماءٍ
صار فوق الجبال حتى علاها
السادس : أن التنور هو تنوير الصبح، من قولهم : نور الصبح تنويراً، وهو مروي عن علي رضي الله عنه.
) قُلْنَا احِملْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجِيْن اثْنَينِ ( يعني من الآدميين والبهائم ذكراً وأنثى.
) وَأهْلَكَ ( أي احمل أهلك.
) إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ( من الله تعالى أنه يهلكهم وهو ابنه كنعان وامرأته كانا كافرين : قاله الضحاك وابن جريج.
) وَمَن آمَنَ ( أي احمل من آمن.
) وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيْلٌ ( واختلف في عددهم على ثلاثة أقاويل : أحدها : ثمانون رجلاً منهم جرهم، قاله ابن عباس. الثاني : ثمانين، قاله ابن جريج.
الثالث : سبعة، قاله الأعمش ومطر، وكان فيهم ثلاثة بنين : سام وحام