صفحة رقم ٤٨٣
أحدهما : أنه الحار، حكاه أبان بن تغلب عن علقمة النحوي.
الثاني : هو المشوي نضيجاً وهو المحنوذ مثل طبيخ ومطبوخ وفيه قولان :
أحدهما : هو الذي حُفر له في الأرض ثم غُمَّ فيها، قال الشاعر :
اذا ما اعتبطنا اللحم للطالب القِرى
حنذناه حتى عَين اللحم آكله
الثاني : هو أن يوقد عل الحجارة فإذا اشتد حرها ألقيت في جوفه ليسرع نضجه، قال طرفة بن العبد :
لهم راحٌ وكافور ومسكٌ
وعِقر الوحش شائله حنوذ
قوله عز وجل :) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ( في نكرهم وأنكرهُم وجهان :
أحدهما : أن معناهما مخلتف، فنكرهم إذا لم يعرفهم ونكرهم إذا وجدهم على منكر.
الثاني : أنهما بمعنى واحد، قال الأعشى :
وأنكَرَتْني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصّلَعا
واختلف في سبب إنكاره لهم على قولين :
أحدهما : أنهم لم يطعموا، ومن شأن العرب إذا نزل بهم ضيف فلم يطعم من طعامهم ظنوا به سوءاً وخافوا منه شراً، فنكرهم إبراهيم لذلك، قاله قتادة. والثاني : لأنه لم تكن لهم أيدي فنكرهم، قاله يزيد بن أبي حبيب. وامتنعوا من طعامه لأنهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون.
) وَأَْوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ( فيه وجهان :
أحدهما : أضمر في نفسه خوفاً منهم. والثاني : أحسّ من نفسه تخوفاً منهم، كما قال يزيد بن معاوية :
جاء البريد بقرطاس يُخَبُّ به
فأوجس القلبُ من قرطاسه جزعا
) قالوا لا تخف إنا أُرسلنا إلى قوم لوط ( يعني بهلاكهم.