صفحة رقم ٤٨٨
وإنك إلاّ ترض بكر بن وائل
يكن لك يومٌ بالعراق عصيب.
قال أبو عبيدة : وإنما قيل له عصيب لأنه يعصب الناس بالشر، قال الكلبي : كان بين قرية إبراهيم وقف لوط أربعة فراسخ.
قوله عز وجل :) وجاءه قومُه يهرعون إليه ( أي يسرعون، والإهراع بين الهرولة والحجزى. قال الكسائي والفراء : لا يكون الإهراع إلا سراعاً مع رعدة.
وكان سبب إسراعهم إليه أن أمرأة لوط أعلمتهم بأضيافه وجَمالهم فأسرعوا إليه طلباً للفاحشة منهم.
) ومن قبل كانوا يعملون السيئات ( فيه وجهان :
أحدهما : من قبل إسراعهم اليه كان ينكحون الذكور، قاله السدي.
الثاني : أنه كانت اللوطية في قوم لوط في النساء قبل الرجال بأربعين سنة، قاله عمر بن أبي زائدة.
) قال يا قوم هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم ( قال لهم لوط ذلك ليفتدي أضيافه منهم.
) هؤلاء بناتي ( فيهن قولان :
أحدهما : أنه أراد نساء أمته ولم يرد بنات نفسه. قال مجاهد وكل نبي أبو أمّته وهم أولاده. وقال سعيد بن جبير : كان في بعض القرآن : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزاجه أمهاتهم وهوأب لهم.
الثاني : أنه أراد بنات نفسه وأولاد صلبه لأن أمره فيهن أنفذ من أمره في غيرهن، وهو معنى قول حذيفة بن اليمان.
فإن قيل : كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته ؟
قيل عن هذا ثلاثة أجوبة :
أحدها : أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة، وكان هذا في صدر الإسلام جائزاً حتى نسخ، قاله الحسن.
الثاني : أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح.
الثالث : أنه قال ذلك ترغيباً في الحلال وتنبيهاً على المباح ودفعاً للبادرة من غير بذل نكاحهن ولا بخطبتهن، قاله ابن أبي نجيح.