صفحة رقم ٥٠٤
الثاني : معذب ومكرم، قال لبيد.
فمنهم سعيد آخذٌ بنصيبه
ومنهم شقي بالمعيشة قانعُ
ثم في الشقاء والسعادة قولان : أحدهما : أن الله تعالى جعل ذلك جزاء على عملهما فأسعد المطيع وأشقى العاصي، قاله ابن بحر.
الثاني : أن الله ابتدأهما بالشقاوة والسعادة من غير جزاء. وروى عبد الله بن عمر عن أبيه أنه قال : لما نزلت ) فمنهم شقي وسعيد ( قلت : يا رسول الله فعلام نعمل ؟ أعلى شيء قد فرغ منه أم على ما لم يفرغ منه ؟ فقال :( بلى على شيء قد فرغ منه يا عمر، وجرت به الأقلام ولكن كل شيء ميسور لما خلق له ). ( هود :( ١٠٦ - ١٠٧ ) فأما الذين شقوا.....
" فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد " ( قوله عز وجل :) فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : أن الزفير الصوت الشديد، والشهيق الصوت الضعيف، قاله ابن عباس.
الثاني : أن الزفير في الحلق من شدة الحزن، مأخوذ من الزفير، والشهيق في الصدر، قاله الربيع بن أنس.
الثالث : أن الزفير تردد النفس من شدة الحزن، مأخوذ من الزفر وهو الحمل على الظهر الشدته، والشهيق النفس الطويل الممتد، مأخوذ من قولهم جبل شاهق أي طويل، قاله ابن عيسى.
الرابع : أن الزفير أول نهيق الحمار، والشهيق آخر نهيقه، قال الشاعر :