صفحة رقم ٥٠٦
سمّي ووصف، ثم استأنف ) ما دامت السموات والأرض ( حكاه ابن الأنباري.
الثامن : أن الاستثناء واقع على معنى لو شاء ربك أن لا يخلدهم لفعل ولكن الذي يريده ويشاؤه ويحكم به تخليدُهم وفي تقدير خلودهم بمدة السموات والأرض وجهان :
أحدهما : أنها سموات الدنيا وأرضها، ولئن كانت فانية فهي عند العرب كالباقية على الأبد فذكر ذلك على عادتهم وعرفهم كما قال زهير :
ألا لا أرى على الحوادث باقيا
ولا خالداً إلا الجبال الرواسيا
والوجه الثاني : أنها سموات الآخرة وأرضها لبقائها على الأبد.
( هود :( ١٠٨ ) وأما الذين سعدوا.....
" وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " ( قوله عز وجل :) وأمّا الذين سُعدُوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ( فيها خمسة تأويلات :
أحدها : دامت سموات الدنيا وأرضها إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها في الخلود فيها :
الثاني : إلا ما شاء ربك من مدة يوم القيامة.
الثالث : إلا ما شاء ربك من مدة مكثهم في النار إلى أن يخرجوا منها، قاله الضحاك.